تعد مدينة دبي واحدة من أكثر المدن ديناميكية وتنوعًا في العالم، وفي قلب هذا التنوع، يزدهر فن الجرافيتي كأحد أشكال التعبير الفني الذي يكسر الحواجز التقليدية للفن. يتجلى هذا الفن في شوارع دبي بشكل مذهل، حيث تحولت الجدران الإسمنتية إلى لوحات فنية تنبض بالحياة والألوان.
ينظر العديد من الناس إلى الجرافيتي كشكل من أشكال التخريب، ولكنه في دبي يأخذ طابعًا آخر تمامًا. فهو يُعد نوعًا من الفنون الحضارية التي تعبر عن هوية وإبداعات الفنانين المحليين والدوليين على حد سواء. ففي كل زاوية من المدينة، يمكنك مشاهدة لوحات متنوعة تعكس قصصًا وأفكارًا وموضوعات مختلفة، بدءًا من القضايا الاجتماعية والثقافية وحتى الرسائل الشخصية والرمزية.
وقد ساهم فيواز ادوار، أحد الفنانين البارعين في فن الجرافيتي، في تحويل جدران دبي إلى معارض فنية مفتوحة. يشتهر فيواز بأسلوبه الفريد في مزج الألوان واستخدام الرموز العربية التقليدية بطرق مبتكرة. من خلال أعماله، يعبر عن قضايا الهوية والانتماء، مستخدمًا الجرافيتي للتواصل مع الجمهور وإيصال رسائل قوية من خلال الفن.
المهرجان السنوي لفن الجرافيتي "دبي كانفاس" يعد حدثًا رئيسيًا يجمع الفنانين من جميع أنحاء العالم. يتم في هذا المهرجان تحويل شوارع منطقة جميرا بيتش ريزيدنس إلى معرض حي للفنون، حيث يتنافس الفنانون لإظهار مهاراتهم وإبداعهم أمام الجمهور المتنوع. يكون هذا المهرجان فرصة لعشاق الفن من جميع الأعمار لاستكشاف العالم الرائع لفن الجرافيتي.
علاوة على ذلك، تأخذ بلدية دبي على عاتقها دعم ورعاية هذا النوع من الفنون من خلال توفير المساحات القانونية للفنانين، لإبراز إبداعاتهم وتجميل المدينة بطريقة حضارية ومدروسة. هذه الجهود تسهم في تغيير النظرة التقليدية لفن الجرافيتي من مجرد شخبطات على الجدران إلى أعمال فنية رفيعة المستوى تخاطب الروح وتخاطب المجتمع.
في النهاية، يظل فن الجرافيتي في شوارع دبي شاهدًا على روح المدينة الحيوية وقدرتها على احتواء جميع الفنون والأشكال الثقافية. إن تحول الجدران الباردة إلى مساحات نابضة بالحياة هو تعبير عن روح دبي الجريئة والمبتكرة التي تحتضن الإبداع بكافة أشكاله.